وسط غياب التأكيدات أو الإحصائيات الرسمية من قبل السلطات النيوزيلندية عن حصيلة الضحايا الدقيقة، تواترت أنباء عن ارتفاع عدد قتلى الهجوم على م...
وسط غياب التأكيدات أو الإحصائيات الرسمية من قبل السلطات النيوزيلندية عن حصيلة الضحايا الدقيقة، تواترت أنباء عن ارتفاع عدد قتلى الهجوم على مسجدين في مدينة كرايست تشيرش النيوزيلندية الجمعة الماضية إلى 51 قتيلًا وعشرات الجرحى.
وعبر تويتر، دعا خالد بيضون، أستاذ القانون بجامعة ديترويت ومؤلف كتاب "الإسلاموفوبيا في أمريكا: فهم الجذور وتصاعد الخوف"، إلى تكريم ضحايا هذا الاعتداء الإرهابي وتخليد ذكراهم بسرد ومضات من قصص حيواتهم. بدأ بيضون بتدوين هاشتاغ #49lives وفق العدد الأولي للضحايا، ثم تحول إلى #51lives بعد ارتفاع عدد الوفيات.
هروب من "الموت" أم إليه؟
فاجعة أسرة خالد مصطفى السورية اللاجئة حديثاً إلى نيوزيلندا تعد الأسوأ، فبعد أن نجت الأسرة من جحيم الصراع المسلح المشتعل في سوريا منذ 2011، وظنت أنها حظيت بالأمان أخيراً في نيوزيلندا، فجعت بوفاة جميع رجالها في مجزرة كرايست تشيرش.
قتل الأب وعائل الأسرة، خالد، فور إطلاق النار عليه داخل المسجد، بينما أصيب الابن الأصغر زيد (14 عاماً) بإصابات بالغة توفي على إثرها في المستشفى. وظل الابن الأكبر حمزة (16 عاماً) مفقوداً قبل أن تؤكد السلطات وفاته صباح الأحد.
— Khaled Beydoun (@KhaledBeydoun) March 17, 2019
ونقلت صحيفة stuff النيوزيلندية عن علي عقيل، المتحدث باسم التضامن السوري بنيوزيلندا، أنه تواصل مع زوجة خالد وأنها "مدمرة وخائفة للغاية"، لافتاً إلى أنها، إضافة إلى ابنتها الوحيدة الباقية على قيد الحياة، يشعران بـ"الصدمة والرعب".
الجراح الفلسطيني أمجد حميد (57 عاماً)، الذي اشتهر بابتسامته وأحبه مرضاه، هرب هو الآخر من جحيم القتال في فلسطين، قبل 23 عاماً، إلى نيوزيلندا. تؤكد زوجته حنان وولداه أن "المسجد كان ملاذه الآمن كل جمعة".
“The Smiling Surgeon” l Amjad Hamid, 57, emigrated from Palestine 23 years ago
A heart doctor, he was always smiling and beloved by his patients. His wife Hanan and two sons knew that the mosque, on Friday, was his sanctuary
1/50. But remember him, smiling, and full of life. pic.twitter.com/c5v4x3AT88
— Khaled Beydoun (@KhaledBeydoun) March 17, 2019
صرحت زوجته لصحيفة نيوزيلند هيرالد المحلية قائلةً: "إنه أمر فظيع .. كنا نطمح في مستقبل أفضل لنا ولأطفالنا"، واصفةً زوجها بأنه "كان رجلاً لطيفاً جداً".
أما ابنه حسام فقال: "من المفترض أن تكون نيوزيلندا دولة آمنة. لكنها تغيرت إلى الأبد".
داود نبي (71 عاماً) أفغانستاني الأصل، يعد أول ضحايا الاعتداء، حيث كان واقفاً عند باب المسجد للترحيب بزواره. استقبل نبي الإرهابيَ المعتدي بابتسامة قائلاً "تفضل أخي"، وحين أشهر القاتل سلاحه وقف الجد السبعيني، الذي يعد أحد قادة الجالية المسلمة في نيوزيلندا، لتلقي الرصاصة الأولى افتداءً لشاب آخر.
هرب نبي وأسرته من الغزو السوفييتي إلى نيوزيلندا فيالثمانينيات من القرن الماضي وكان يصف موطنه الجديد بأنه قطعة من الجنة" لكن الإرهاب طاله هناك بعد أن ظن نفسه في مأمن.
هاجر المصري منير سليمان (68 عاماً) من أجل حياة أفضل، وتحول للإسلام قبل عدة سنوات، عُرف بنقاء روحه وكان أحد المصريين الأربعة الذين قتلوا في الهجوم: أحمد جمال عبدالغني وأشرف المرسي وأشرف المصري، وفق ما أعلنته السلطات المصرية.
"The Gentle Soul" | Mounir Suleiman, 68, converted to Islam many years ago.
He migrated to New Zealand for a better life, and was one of the older 50 victims of the #ChristChurch massacre. #50Lives pic.twitter.com/tnvjx6IQjI
— Khaled Beydoun (@KhaledBeydoun) March 17, 2019
قتل حسين العمري (37 عاماً) أيضاً في الاعتداء. تقول والدته إنه "ابن مطيع" وإنها لن تتمكن من العيش بعده. هرب حسين من العراق الذي مزقته الصراعات السياسية والطائفية ليمزق هو في نيوزيلندا، بينما كان يرعى أبويه المسنين.
“The Dutiful Son” | Hussein El-Umari, 37, fled war-torn Iraq for New Zealand.
He came with his parents, and helped take care of them as they aged. He was always at the #Christchurch mosque on Friday.
His Elderly mother never thought she’d survive him. #51Lives pic.twitter.com/K1L8KBImqD
— Khaled Beydoun (@KhaledBeydoun) March 17, 2019
اغتيال الطفولة البريئة
يعتقد بأن مسعد إبراهيم (3 سنوات) هو أصغر ضحايا الاعتداء الإرهابي على مسجدي كرايست تشيرش. كان مسعد يلعب في فناء المسجد مع شقيقه عبدي حين بدأ الهجوم وظل مفقوداً عدة ساعات قبل أن يؤكد شقيقه وفاته. أما ثاني أصغر ضحايا الهجوم فكان عبد الإله ديري، وهو صومالي الأصل، (4 سنوات)، وكان مع والده و4 من أشقائه بالمسجد لحظة الاعتداء.
“The Baby” l Mucad Ibrahim was only 3.
“He was energetic, playful and loved to smile,” his brother Abdi said, who last saw his baby brother playing on the #ChristChurch mosque floor.
He hasn’t been seen since. Pray that he isn’t 1/49. pic.twitter.com/urCbzazPvV
— Khaled Beydoun (@KhaledBeydoun) March 16, 2019
قصة إصابة وسيم الساطي دراغمة الحلاق الأردني الذي استقر بنيوزيلندا قبل خمس سنوات، وطفلته لين (5 سنوات)، مأساة لا تقل دراماتيكية عن سابقتها. أصيب الأب بأربع طلقات ويرقد حالياً بمستشفى المدينة لكنه ظهر في مقطع فيديو مناشداً الدعاء له ولابنته التي ترقد بغرفة قريبة منه، لكنها بحالة حرجة إثر اختراق ثلاث رصاصات جسدها الصغير.
This Waseem Al Sati, a Muslim barber who immigrated from Jordan 5 years ago to New Zealand. He and one of his daughters were shot multiple times in today's terror attack.
They are both in critical condition. Pray for them.
1 Retweet = A prayer and a voice against Islamophobia. pic.twitter.com/5TKujedi87
— StanceGrounded (@_SJPeace_) March 16, 2019
عطاء ونجاحات لم تكتمل
أوقفت مجزرة كرايست تشيرش المطور والمبرمج الفلسطيني عطا عليان (33 عاماً) عن تحقيق المزيد من النجاحات بعد أن أصبح مديراً تنفيذياً لشركة Lazyworm Apps وأحد أبرز مطوري windows central العالمية.
كان عليان يعيش مع زوجته فرح وطفلته البالغة من العمر عامين فقط. ونعته ويندوز بزيد من الأسى، واصفةً إياه بأنه كان "أحد المطورين القلائل الذين جعلوا نظام التشغيل ويندوز فون نظاماً بيئياً رائعاً"، وأنه كان "ذكياً ولطيفاً ومحبوباً من جميع مطوري ويندوز فون وكانت تنتظره حياة مليئة بالنجاح كأحد أبرز مطوريها شغفاً ومثالية".
“The New Dad” | Atta Elayyan, 33, just became a father.
He would rush home every day, after work, to be with his new baby son. He was a national fusbol player and a beloved figure in the tech community.
His Friday prayer at #Christchurch would be his last. 1/49 pic.twitter.com/lpbFeNIi4O
— Khaled Beydoun (@KhaledBeydoun) March 16, 2019
am now hearing that Atta Ellayan, 33, was killed.
The Palestinian man living in New Zealand is pictured here with his 2 year old daughter and wife, Farah. He did not survive the massacre in #ChristChurch.#Remember Atta smiling and full of life. 1 of #51lives pic.twitter.com/JhajKTBnKr
— Khaled Beydoun (@KhaledBeydoun) March 17, 2019
أما ليندا أرمسترونغ (65 عاماً) فهي نيوزيلندية مسلمة، توفيت بين أحضان صديقتها في الهجوم الأليم. لطالما ساعدت الجدة الحنونة اللاجئين وأطفالهم على التكيف مع الحياة في نيوزيلندا كما رعت فتى مسلمًا من بنغلاديش، لكن القاتل أوقف مسيرة عطائها للأبد.
“Everyone’s Sister” | this is Linda Armstrong. She was born in New Zealand and converted to Islam
She was a warm soul, and adopted a boy from Bangladesh. She had grandchildren, and fought Islamophobia in #Christchurch
Her friend shared this photo of the late Linda. #51lives pic.twitter.com/AfgRSACgsz
— Khaled Beydoun (@KhaledBeydoun) March 17, 2019
محسن الحربي، مواطن سعودي، عاش في نيوزيلندا 25 عاماً، وبعد إصابته بخمس رصاصات في الهجوم، شوهد رافعاً سبابته أثناء حمله على نقالة الإسعاف قبيل نقله إلى المستشفى. قاتل الحربي كثيراً ليبقى على قيد الحياة رغم إصابته البليغة وكان أمله الوحيد أن يرى ابنه فراس مجدداً، لكنه توفي السبت.
The Fighter” | Mohsen Al-Harbi, a Saudi citizen, was shot 5 times in the #Christchurch mosque.
He called New Zealand home for 25 years, and fought until his last breath, hoping to see his son Feras, again soon.
He passed away in the hospital yesterday. 1 of #51lives pic.twitter.com/qPO6ZV6kx9
— Khaled Beydoun (@KhaledBeydoun) March 17, 2019
هارون محمود طالب دكتوراه باكستاني ذهب لاستكمال دراسته بجامعة لينكولن بكرايست تشيرش. ستفتقده زوجته وطفلاه الصغيران.
“The Future Doctor” | This is Haroon Mahmood, a Pakistani PhD candidate.
Haroon left Pakistan to pursue an education at Lincoln Univeristy in #ChristChurch. This is him standing with his wife and two children, not long before he was killed on Friday.
1 of #51lives pic.twitter.com/zpSvj8KS0S
— Khaled Beydoun (@KhaledBeydoun) March 17, 2019
نفذ العنصري المتطرف أسترالي الجنسية برينتون تارنت (28 عاماً) هجومين على مسجدين في كرايست تشيرش بنيوزيلندا، عقب صلاة الجمعة 15 مارس، أوقعا 51 قتيلًا وعشرات الجرحى بينهم 36 على الأقل يتلقون الرعاية الطبية حتى صباح الأحد.
ومثل تارنت أمام محكمة بالمدينة، السبت، ووُجّهت إليه تهمة القتل.
The post 51 حياة أزهقت في مجزرة نيوزيلاندا.. لكن هناك الكثير ليُروى عنها appeared first on رصيف22.
COMMENTS