أشارت عدة مواقع وصحف كويتية إلى انتشار ظاهرة غريبة في الكويت على مدار اليومين الماضيين تتمثل في ظهور شباب وفتيات يرتدون أقنعة مخيفة وهم يتج...
أشارت عدة مواقع وصحف كويتية إلى انتشار ظاهرة غريبة في الكويت على مدار اليومين الماضيين تتمثل في ظهور شباب وفتيات يرتدون أقنعة مخيفة وهم يتجولون في الأماكن العامة، مما أثار فزع الكويتيين وأدى إلى استدعاء السلطات الأمنية أحد مشاهير السوشيال ميديا ليوضح حقيقة "افتعاله" للظاهرة.
ورُصِدَ عدد من الشباب الكويتي يتجولون في المطاعم والشوارع والنوادي مرتدين أقنعة مخيفة وتكرر الأمر حتى بات البعض يعتبرها "ظاهرة" منتشرة في المجتمع مطالبين بردع مروجيها حتى لا تصبح تقليداً.
اجيال | بالفيديو..ظاهرة لبس القناع بدأت تنتشر بين الشباب بالاسواق في الكويت وسط استياء كبير #شباب pic.twitter.com/iJPLaGT5iE
— جريدة اجيال الالكترونية (@ajialq8) January 18, 2019
مخاوف وتفسيرات متباينة
وعبر مواقع التواصل تباينت مواقف وآراء الكويتيين تجاه هذه الظاهرة غير المفهومة، فمنهم من اعتبرها مجرد "بدعة" شبابية ستنتهي سريعاً، ومن اعتبرها من طقوس "عبدة الشيطان" وطالب بعضهم بالقبض على مرتدي الأقنعة فيما تناول آخرون الحدث بالكثير من السخرية مثل مطالبة الفتيات بارتداء الأقنعة عوض وضع مساحيق التجميل المكلفة.
اجيال | بالفيديو..ويستمر انتشار ظاهرة ارتداء القناع بين الشباب في العديد من الأماكن العامة في الكويت!#شباب#القناع pic.twitter.com/x52VnAyUqw
— جريدة اجيال الالكترونية (@ajialq8) January 18, 2019
في حين طالبت بعض الصحف بالتحقيق في هذه الظاهرة محذرةً من سهولة تخفي بعض المجرمين وراء هذه "الموضة" لارتكاب السرقات والجرائم، وشدد مغردون على أن تسليط الضوء على هذه الظاهرة يؤدي إلى انتشارها وسعي المزيد من الشباب نحو تبنيها، معتبرين هذا الفعل "شاذاً" ويروع كبار السن والأطفال" ويثير فزع المواطنين.
الأمن يتدخل والحقيقة تتضح
وأمس الجمعة استدعت الشرطة الكويتية أحد مشاهير السوشيال ميديا ويدعى حمد العلي الشهير بـ "حمد قلم" وهو مقدم برامج كويتي روج لظاهرة ارتداء الأقنعة بحسب ما اتهمته به بعض الصحف المحلية عبر هاشتاغ #القناع.
بيني وبينكم ارتفع الإيقو عندي لما قالوا لي
أثرت الرعب بالمجتمع..
حسيت نفسي جون سينا— مع حمد قلم (@7amadQalam) January 19, 2019
وعقب استدعائه للتحقيق، اضطر حمد لكشف الحقيقة موضحاً أن "الظاهرة المزعومة" لا تعدو كونها "إعلاناً ترويجياً" لأحدث برامجه والذي يعرض على قناة "الراي" الكويتية قريباً في الموسم الرابع من "مع حمد شو" مناشداً الجميع "خلكم على طبيعتكم و فصخوا (أزيلوا) الأقنعة".
الاغلب تابع قصة لبس #القناع
البعض فسرها بشكل سلبي والبعض إيجابي،القناع رمز حبيت أوصله لكم، عن حقيقة وايد ناس عايشين بينا
مخفين شخصيتهم الحقيقيه ورا قناعهذا اعلان ترويجي للموسم الرابع من #مع_حمد_شو
رساله للضيوف، الجمهور والمجتمع
خلكم على طبيعتكم و فصخوا الاقنعه— مع حمد قلم (@7amadQalam) January 18, 2019
ولفت العلي إلى أن "القناع هو رمز، سعى من خلاله إلى تسليط الضوء على بعض فئات المجتمع الذين يدعون الرقي والأخلاق والتصرفات الحسنة وهم في الحقيقة مزيفون" مشيراً إلى أن جميع الأشخاص الذين شوهدوا يتجولون بالقناع من أفراد طاقم برنامجه الذي تبث أولى حلقاته 9 فبراير المقبل.
- ما هي قصة القناع الذي أثار الجدل في الخليج على مدى يومين؟
- "مع حمد شو 4" يشغل الجمهور قبل أن يبدأ
-حمد قلم لـ " الأنباء": القناع يحمل رسالة لـ 3 فئات.. ضيوف البرنامج والجمهور والمجتمع: كونوا على طبيعتكم
https://t.co/17iWzXqdSM#حمد_قلم #القناع pic.twitter.com/a3zPCQf8jT
— جريدة الأنباء (@AlAnba_News_KW) January 18, 2019
وعقب تكشف الحقيقة، تباينت مواقف الكويتيين أيضاً، لكن هذه المرة بين من يرى في ما أقدم عليه حمد "تسويقاً ذكياً" لبرنامجه لافتين إلى أنه نجح في جذب الأنظار إليه قبل أن يبدأ، وآخرون يعتبرونه "سخافة" و"إلهاء" للمواطنين عن قضايا أخرى أكثر أهمية.
لماذا نخشى الأقنعة؟
وطالما كانت الأقنعة سبباً في خوف الشعوب والأفراد وارتبطت في العادة بالأمور السيئة أو "المجهول" سواء في ما يتعلق بطوائف دينية سرية أو عقوبات قاسية تنزل بالأشخاص أو مطالب سياسية.
ومن أقدم الأقنعة التاريخية قناع "ابن آوى" الذي كان الكهنة في مصر الفرعونية يرتدونه أثناء أداء طقوس التحنيط وهو على صورة رأس حيوان.
وفي القرنين السابع عشر والثامن عشر، كان العبيد يُجبرون على ارتداء أقنعة حديدية تُغلق بأقفال حتى يضمن أصحاب الأراضي ألا يأكلوا محاصيلهم وغذاءهم.
كما ارتدى القسيس ألكسندر بيدن قناعه الشهير طيلة 10 سنوات للتخفي عن السلطات التي طاردته بسبب أفكاره وآرائه التي تعارضها، حتى ألقي القبض عليه، في حين يعتبر قناع هنايا في الثقافة اليابانية ممثلاً للمرأة السيئة وهو يعكس وجه الشيطان لديهم.
أما قناع العار أو قناع الخنزير الحديدي فاستخدم كعقاب قاسٍ في ألمانيا خلال القرنين 17 و18، بينما اعتبر قناع "غاي فوكس" رمزاً سياسياً للثورة ضد الظلم، إذ ارتبط صاحبه بمحاولة اغتيال ملك إنجلترا جيمس الأول عام 1605، عقب إصداره العديد من القوانين الظالمة.
وجسدت السينما أيضاً فكرة قرنت الأقنعة بالفزع وربطتها بالظُلمات والموت والظلم والدم، مثل أقنعة التطهير في فيلم The purge ، وقناع الموت فيScream، والقناع في سلسلة أفلام SAW وسلسلة هالوين أيضاً، فيما طرح فيلم الرجل ذو القناع الحديدي The Man in the Iron Mask المستوحى من رواية الكاتب “ألكسندر دوماس”، وقام ببطولته النجم ليوناردو دي كابريو، فترة حكم لويس 14 في فرنسا، وهي فترة اقترنت بالفساد والظلم.
The post شباب بأقنعة مخيفة يرعبون الكويتيين...لكن الحقيقة صادمة appeared first on رصيف22.
COMMENTS