لندن ـ «القدس العربي»: على الرغم من تقدم نجم ريال مدريد كريستيانو رونالدو في السن، إلا أنه ما زال صامدا أمام الطبيعة البشرية، بالحفاظ على...
لندن ـ «القدس العربي»: على الرغم من تقدم نجم ريال مدريد كريستيانو رونالدو في السن، إلا أنه ما زال صامدا أمام الطبيعة البشرية، بالحفاظ على كامل لياقته الفنية والبدنية، وكأنه شاب في منتصف العشرينات، وليس في طريقه لسن اليأس لنجوم كرة القدم، استنساخا لقصة الفيلم الهوليودي الشهير «بنجامين»، الذي جسده الممثل العالمي براد بيت قبل نحو ست أو سبع سنوات.
تحكي قصة الفيلم، أنه أثناء الحرب العالمية الأولى، وُلد طفل «مُشوه» بملامح رجل في الثمانين من عمره ينفر الناس منه، ومع الوقت اكتشف أنه يعيش في الحياة عكس عقارب الزمن، ثم تّحول لقمة شبابه بعد الأربعين، إلى أن أنهى عمره بالتدرج عكس الزمن، لطفل رضيع «بريء». أول من اعتبر نفسه النسخة الحقيقية لبطل الملحمة الهوليودية، هو المحارب الاسكندنافي زلاتان إبراهيموفيتش، بعد انتقاله من باريس سان جيرمان إلى مانشستر يونايتد في صيف 2016، وآنذاك تخطى عامه الـ35، ومع ذلك، كان يسير بشكل جيد جدا مع كتيبة جوزيه مورينيو، وهو ما أثار فضول الصحفيين، لمعرفة سر استمراره في قمة مستواه، فكان دائما يقول «أنا النسخة الحقيقية لبنجامين باتون». حتى بعد إصابته المُدمرة بقطع في الرباط الصليبي، عادت نغمة زلاتان الخارق، بسبب المفاجأة التي اكتشفها الجراح في ركبة السلطان أثناء إجراء العملية، ووفقا لتصريحات وكيل أعمال اللاعب مينو رايولا، فإن الطبيب لم ير في حياته ركبة إنسان في منتصف الثلاثينات أقوى من شاب في بداية عقده الثاني، لكن منذ تعافيه من الإصابة لم يظهر بالقميص الأحمر سوى مرتين فقط، والآن يستعد لمغادرة «مسرح الأحلام»، بعدما رضخ لعوامل الطبيعة البشرية، التي أصابته بـ»الشيخوخة الكروية»، التي ستُجبره حتما على إنهاء حياته مع أحد الفرق الأمريكية. وبالنظر إلى النسخة الحقيقية لبنجامين باتون، سنجده الخارق للعادة كريستيانو رونالدو، الذي حقق وما زال يُحقق أرقاما من الصعب تحطيمها في المستقبل القريب، والدليل على ذلك أنه في سن الـ33، وصل لأعلى مُعدل تهديفي له في مسيرته في بداية العام، بتسجيله 21 هدفا منذ بداية العام الجاري، وفي 13 مباراة فقط، وهو الأمر الذي لم يفعله من قبل في أفضل مواسمه التاريخية. ومن الأرقام المُذهلة التي حققها رونالدو أيضا، وصوله لـ300 هدف مع الريال في الليغا من مشاركته في 286 مباراة، كأسرع لاعب في التاريخ يصل لهذا الرقم، وأمامه فرصة لتخطي حاجز الـ50 هدفا أو أكثر للموسم السابع في مسيرته، منها في ستة مواسم على التوالي، في المقابل لم يَصمد ليو أكثر من ثلاث سنوات متتالية بغلة تزيد على 50 هدفا. كما أنه اللاعب الوحيد في التاريخ الذي فاز بكل البطولات الفردية والجماعية مع ناديين مانشستر يونايتد وريال مدريد، فقط منافسه ميسي فعل الأمر ذاته، لكن مع البارسا فقط، أضف إلى ذلك أرقامه الخيالية في بطولته المُفضلة دوري أبطال أوروبا، فهو ليس فقط هدافها الأسطوري، بل يعتلي صدارة الهدافين للعام السابع على التوالي بـ12 هدفا، وهو الوحيد الذي سجل 10 أهداف أو أكثر في سبع مواسم متتالية. علما أنه لم ينجح أي لاعب من قبل في تسجيل 10 أهداف أكثر من موسمين متتاليين في البطولة التي يمتد عمرها لأكثر من 60 عاما.
COMMENTS