دعا الرئيس السوري بشار الأسد، الثلاثاء 13 نوفمبر، أبناء محافظة السويداء الجنوبية ذات الغالبية الدرزية إلى الالتحاق بالخدمة العسكرية، بعد أن...
دعا الرئيس السوري بشار الأسد، الثلاثاء 13 نوفمبر، أبناء محافظة السويداء الجنوبية ذات الغالبية الدرزية إلى الالتحاق بالخدمة العسكرية، بعد أن اختاروا الحياد منذ اندلاع الحرب السورية في عام 2011، وتخلٰف الآلاف منهم عن الالتحاق بالخدمة العسكرية، لكن دروزاً آخرين انضموا للجان شعبية للذود عن مناطقهم في الحرب.
مخاطبة الأسد لأهالي السويداء أتت بعد أيام قليلة من تحرير نساء وأطفال دروز خطفتهم داعش من المنطقة قبل أكثر من ثلاثة أشهر، وقال الأسد: "لا أحد منا يُدافع عن قريته ومحافظته... ندافع عن سوريا أو لا ندافع".
وكانت الأقلية الدرزية قد رفضت تماماً أن تحمل السلاح ضد القوات الحكومية، لكنها في نفس الوقت رفضت أن تنخرط في المعارك إلى جانبها، وغض النظام الطرف عن تخلف أبنائها عن الخدمة العسكرية، لكن أرقاماً غير رسمية ترجح أن يكون نحو 40 ألفاً قد تخلفوا عن الواجب العسكري في السويداء،
ونقلت فرانس 24 عن الأسد قوله عقب تحرير رهائن السويداء إن "من يستحق الشكر هو القوات المسلحة والجيش (...) والذين لولاهم لما عاد المخطوفون".
وقال الرئيس السوري: "حين حصل الهجوم، تساءل البعض أين الجيش في المنطقة الشرقية؟"، مضيفاً، "لو كانوا كل الناس ملتحقين (بالجيش) كان الجيش انتشر في كل المناطق. لذلك أقول وبكل صراحة (...) كل واحد تهرب من خدمة الجيش، هو تهرب من خدمة الوطن، وكل واحد تهرب من خدمة الوطن يتحمل ذنباً في كل مخطوف وشهيد".
شارك غردتخلف الآلاف من أعضاء الأقلية الدرزية عن الالتحاق بالخدمة العسكرية، فبعضهم كان يعارض النظام، فيما عارض البعض الآخر فكرة القتال برمتها في مناطق خارج المناطق الدرزية، لكن في المقابل التحق عدد كبير منهم بلجان شعبية تم تشكيلها للدفاع عن مناطقهم، خصوصاً في السويداء
شارك غردكانت الأقلية الدرزية قد رفضت تماماً أن تحمل السلاح ضد القوات الحكومية، لكنها في نفس الوقت رفضت أن تنخرط في المعارك إلى جانبها، وغض النظام الطرف عن تخلف أبنائها عن الخدمة العسكرية
وعبر الأسد عن عدم رضاه على تحييد الدروز أنفسهم في الصراع، قائلاً: "لنرجع ونعلّم الدرس للكثير من الشباب الذين لم يتعلموا هذا الدرس وتركوا الوطن في وقت كان يحتاجهم".
وتخلف الآلاف من أعضاء الأقلية الدرزية عن الالتحاق بالخدمة العسكرية، فبعضهم كان يعارض النظام، فيما عارض البعض الآخر فكرة القتال برمتها في مناطق خارج المناطق الدرزية، لكن في المقابل التحق عدد كبير منهم بلجان شعبية تم تشكيلها للدفاع عن مناطقهم، خصوصاً في السويداء.
ويوم 25 يوليو، شن تنظيم داعش الإرهابي هجوماً واسعاً في مدينة السويداء وريفها الشرقي أسفر عن مقتل أكثر من 260 شخصاً، في اعتداء هو الأكثر دموية على الأقلية الدرزية، وانتهى بخطف التنظيم عدداً من النساء والأطفال، ويوم 5 أغسطس الماضي أعدم التنظيم المسلح أول رهينة من المختطفين.
من هم الدروز؟
يطلق الدروز على أنفسهم اسم "الموحدون"، ويتردد بقوة أن اسم الدروز يعود إلى نشتكين الدرزي، الذي انشق عن الدعوة وهرب إلى لبنان لينشر دعوته لتوحيد الإله هناك.
ويؤمن الدروز بقوة أن الله واحد أحد، معتبرين أنه هو المتحكم الأزلي في الكون، وأن العقل البشري غير قادر على إدراك أمر عظيم كصفات الله، ويقول بعض الباحثين إن هذه الطائفة انشقت عن الإسماعيلية خلال المرحلة الفاطمية في القرن العاشر، لكن هناك باحثين آخرين يعتبرونها عقيدة مستقلة بذاتها.
وينتشر الدروز بشكل كبير في كل من لبنان وسوريا وإسرائيل والأردن، وبأعداد أقل في مناطق متفرقة أخرى.
لكن للدروز في إسرائيل وضعاً مختلفاً، إذ بقي بعضهم في الأراضي المحتلة بعد تأسيس دولة الاحتلال، أما الذين رفضوا البقاء تحت السيطرة الإسرائيلية، فعادوا إلى لبنان وسوريا.
وتخدم حالياً أعداد كبيرة من الدروز في الجيش الإسرائيلي، لكن بعد قانون القومية الإسرائيلي الحديث الذي تسبب في انتقادات شديدة للدولة العبرية، أعلن بعض المنضمين للجيش من الدروز الانسحاب من قواته، مبررين ذلك بأنهم يرفضون أن يكونوا مواطنين درجة ثانية.
اندمج الدروز في المجتمع الإسرائيلي وفرضت عليهم الخدمة العسكرية في جيش الاحتلال وبلغ عدد منهم مناصب عليا في الهرم العسكري، وانضم بعضهم إلى الطيران الحربي. وقبل سنوات تقلد الدرزي صالح طريف وظيفة وزارية في حكومة أرئيل شارون في عام 2001، والعام الماضي وافقت حكومة نتنياهو على تعيين السياسي الدرزي أيوب قرا وزيراً من دون حقيبة.
وسبق للزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط أن ناشد عام 2001، الدروز في الأراضي المحتلة رفض التجنيد في الجيش الإسرائيلي، وقال إن الدروز “جزء من المجتمع العربي الفلسطيني… انخراطكم في الجيش الإسرائيلي هو أشد أنواع القهر والقمع للفلسطينيين” مشبهاً من ينضم للجيش الإسرائيلي بـ “المتعامل”.
ويبلغ عدد الدروز في سوريا حوالي 700 ألف، ويتمركزون بشكل أساسي في مدن السويداء وصلخد وشهبا والقريا في جبل العرب وجرمانا قرب دمشق ومجدل شمس في الجولان السوري المحتل.
ويعود تاريخ الدروز في سوريا إلى قبل نحو ألف عام، وكان لهم في فترة من الفترات دور أساسي في المنطقة، حيث حاربوا الصليبيين في معركة حطين الشهيرة في العام 1187، ونجحوا في الحصول على ثقة الأيوبيين، ودخلوا لاحقاً في معارك ضد التتار والمغول في معركة عين جالوت، ثم وقفوا إلى جانب العثمانيين ضد حملة محمد علي على بلاد الشام.
وفي العصر الحديث، كان للدروز دور كبير في محاربة الاحتلال الفرنسي لسوريا في العام 1925، إذ رفضوا تشكيل الدولة الدرزية وأشعلوا نيران ثورة سوريا الكبرى. وقاد الدروز الثورة الكبرى ضد الفرنسيين الذين سيطروا على سوريا عام 1921.
ومن الشخصيات الدرزية السورية المعروفة، الفنان فريد الأطرش الذي سافر إلى مصر مع شقيقته المطربة إسمهان وقدما مجموعة من أهم أفلام وعشرات الأغنيات الشهيرة التي عشقها العالم العربي.
هل ينضم الدروز للجيش السوري قريباً؟
في بداية النزاع السوري، أيّد قسم من الدروز الاحتجاجات المطالبة باسقاط النظام، رغم أن الممثلين الدينيين للطائفة رفضوا الدعوة إلى استخدام العنف ضد النظام.
وكان خلدون زين الدين أول ضابط درزي انشقّ عن الجيش السوري في العام 2011، وقتل في معارك خاضتها فصائل معارضة للتقدم في محافظة السويداء في العام 2013.
وجاء الرد الثلاثاء من رئيس الهيئة الروحية لطائفة المسلمين الموحدين في سوريا حكمت الهجري الذي أصدر بياناً دعا فيه الدروز إلى “رد الجميل” (للجيش السوري الذي حرر الرهائن) بالالتحاق بالخدمة الإلزامية، والاستفادة من مرسوم “العفو الرئاسي”.
The post دروز سوريا أقليّة حيّدت نفسها في الصراع السوري… حتى دعاها الأسد إلى الجيش appeared first on رصيف22.
COMMENTS