في كتابه "أين تُصنع ملابسنا؟... رحلة إلى البلاد، المصانع، والناس الذين يصنعون ما نرتديه"، أخذنا الصحفي والرحالة كيلسي تيمرمان ف...
في كتابه "أين تُصنع ملابسنا؟... رحلة إلى البلاد، المصانع، والناس الذين يصنعون ما نرتديه"، أخذنا الصحفي والرحالة كيلسي تيمرمان في رحلة غنية لمعرفة أين تُصنع الملابس التي تباع حول العالم، وعرض الكتاب مشاهد لعمالة الأطفال وانتهاكات أخرى تمارسها كبرى شركات الملابس والأحذية رغم ما تدعيه في إعلاناتها من احترام لحقوق الإنسان وحساسيتها المرهفة إزاء هذا.
بعد مرور نحو 6 سنوات على صدور ذلك الكتاب في الولايات المتحدة الأمريكية، صدر الاثنين 12 نوفمبر تقرير جديد، فشل معظم الشركات الكبرى في اختبار احترام حقوق الإنسان، مشيراً بوضوح إلى أن استغلال نحو 218 مليون طفل تراوح أعمارهم بين 5 و17 عاماً في سوق العمل في العالم.
وكشف التقرير الذي شمل أكثر من 100 شركة عالمية الفجوة الكبيرة بين معظم الشركات الكبرى واحترام حقوق الإنسان، وهذا ما يترجم جشع هذه الشركات وتغول رأس المال الذي اقترن في حالات كثيرة بانتهاكات.
التقرير الذي أصدره "مؤشر حقوق الإنسان للشركات"، وهو منظمة مقرها المملكة المتحدة تحظى بدعم العديد من المستثمرين والحكومات، أظهر وجود هفوات كبيرة في إدارة المخاطر في مجال حقوق الإنسان، بما في ذلك عمالة الأطفال والعمل القسري.
وخلص التقرير إلى أن النتائج "مثيرة للقلق العميق" وتثير أسئلة بشأن مدى جدية الشركات في ما يتعلق بـ "تجنب إلحاق الضرر بالناس لدى سعيها لتحقيق الأرباح".
وبحسب ما نشره موقع "سويس إنفو"، فإنه لم تسجل أكثر من 40% من الشركات التي تناولها التقرير أي نقاط على الإطلاق فيما يتعلق بـ"العناية الواجبة في مجال حقوق الإنسان"، أي تحديد الشركات خطر حدوث انتهاكات ومُعالجتها.
وتطالب العديد من الحكومات، بما فيها حكومتا فرنسا وهولندا، الشركات الكبرى بقدر معقول من العناية الواجبة في مجال حقوق الإنسان، وتقوم الحكومات بهذه الخطوة بسبب التشكيك في تأثير المبادرات التطوعية لدفع الشركات الكبرى لتغيير ممارساتها.
وقام معدو التقرير بتقويم 101 شركة من أكبر الشركات العاملة في قطاعات الملابس والزراعة والاستخراج من خلال استخدام معلومات مُتاحة للعموم بشأن الممارسات والسياسات في مجالات الشفافية والعمل القسري والأجر الأدنى وغيرها.
كما استخدم التقرير مؤشراً يستند إلى مبادئ الأمم المتحدة التوجيهية بشأن الشركات وحقوق الإنسان، بالإضافة إلى معايير أخرى خاصة بالقطاع الصناعي.
الشركات الأفضل والأسوأ
وجاءت شركة أديداس الرياضية في المرتبة الأولى بنسبة 87% تليها شركتا تعدين، هما "ريو تينتو" و"بي إتش بي بيليتون"، وفي المركز الرابع جاءت مجموعة شركات "ماركس أند سبنسر"، فشركة "يونيليفر"، ثم شركة "فيل".
وحلٰت شركة نستله التي تتخذ من مدينة فيفي Vevey السويسرية مقرا لها في المرتبة الخامسة من بين أفضل 38 شركة زراعية، أما صانع الخمور Kweichow Moutai والعلامة التجارية للموضة السريعة Heilan Home ، وهما شركتان صينيتان، فقد جاءتا في أسفل الترتيب. واحتلت "ستاربكس" و"برادا" و"هيرميس" المراتب الأسوأ من حيث احترام حقوق الإنسان.
The post "أديداس" الأفضل و"ستاربكس" الأسوأ... هل تحترم الشركات الكبرى حقوق الإنسان؟ appeared first on رصيف22.
COMMENTS