ما زالت عبارات الاشادة والتبجيل تنهار على النجم المصري محمد صلاح، بعد أكثر من أسبوع على عرضه الرائع مع ليفربول عندما سجل 4 أهداف وصنع آخر...
ما زالت عبارات الاشادة والتبجيل تنهار على النجم المصري محمد صلاح، بعد أكثر من أسبوع على عرضه الرائع مع ليفربول عندما سجل 4 أهداف وصنع آخر امام واتفورد، ليرفع رصيده الى 36 هدفا في كل المسابقات، منها 28 هدفا وضعته على قمة هدافي الدوري الانكليزي، ليصبح صاحب الرصيد الاعلى من الاهداف في موسمه الاول في تاريخ ليفربول، حتى أعلى من الموسم الاول لفيرناندو توريس مع «الريدز» وافضل من السجل التهديفي للويس سواريز في أفضل مواسمه (33 هدفاً)، حتى انه حطم أرقاما قياسية كانت بحوزة أساطير النادي من خامة كيني دالغليش وايان راش وروبي فاولر ومايكل اوين.
الاشادات لم تتوقف عند المقارنة مع أساطير ليفربول وهدافيهم السابقين، بل امتدت الى مقارنته مع أساطير عالميين من خامة الارجنتينيين دييغو مارادونا وليونيل ميسي، وهذه بحد ذاتها اشادة بنجومية صلاح العالمية، وهو فعلا يسجل أهدافا شبيهة بما يسجله ميسي مع برشلونة، وتأثيره ربما يكون مشابها لتأثير مارادونا على نابولي في الثمانينات، لكن كي نستوعب أكثر مدى تاثيره على الجماهير وتفاعلها معه، يجب ان تكون متفرجا داخل أرض الملعب تشاهد فيها صلاح ورفاقه، خصوصا في ملعب «انفيلد»، ففجأة يكون سكون بين المشجعين قبل ان يدب الحماس بينهم وهذا يعني ان صلاح يركض خلف كرة، او يراوغ لاعبا او اثنين، قبل ان يسجل هدفا او يكون قريبا من فعل ذلك، وهذا بالضبط ما يحدث مع ميسي في «كامب نو».
لكن حتى الآن صلاح لم يحقق الالقاب لليفربول مثلما فعل ميسي مع البارسا، او مثلما فعل مارادونا مع نابولي والارجنتين، ولهذا نقول أن بقاءه مع ليفربول أفضل بكثير من انتقاله الى ريال مدريد مثلما يتمنى كثيرون، فهو النجم الكبير اليوم في «انفيلد» ولديه مدرب يشجعه على استخراج طاقاته الكامنة ومواهبه الكاملة بدون قيود، وهو ما قد لا يحصل عليه في الريال، فتخيل لو درب النادي المالكي مدرب من خامة مورينيو، الذي ربما يضع صلاح ظهيرا أيمن، لو ظل الاثنان معا في تشلسي!
لكن خلال فصل الصيف سيكون التركيز مختلفا على صلاح، عندما يخوض مع منتخب مصر في نهائيات كأس العالم، وهنا قد نقترب من المقارنة مع مارادونا الذي خاض مونديال 1986، وهو النجم الاوحد والاكبر في المنتخب الارجنتيني، وبفضل تألقه وقدرته الخارقة نجح في تخطي العقبات خطوة خطوة وصولا الى احراز اللقب في مونديال عرف باسم الاسطورة الارجنتيني، بل ان هناك صورة شهيرة جدا من ذلك المونديال، عندما استحوذ مارادونا على الكرة وهو محاط بأربعة أو خمسة من لاعبي منتخب بلجيكا في الدور نصف النهائي، وهي شبيهة جدا بصورة لصلاح مع لاعبي واتفورد قبل ان يسجل هدفه الثاني. وقد يكون دربا من الجنون الاعتقاد بأن المنتخب المصري قادر على الفوز بكأس العالم، أو حتى الوصول الى أدوار المتأخرة، لكن لم يكن أشد المتفائلين من محبي صلاح يتوقع ما فعله هذا الموسم، وبما أن كل فريق بطل يجب ان يحوي لاعبا من النخبة او من النوع الخاص، فان صلاح من هذه النوعية، القادرة على تغيير مجرى اللعب بلحظة، او تسجيل هدف برمشة عين، او فتح ثغرات المنافسين بسرعة فائقة، اضافة الى ان مصر لديها الآن جيل ذهبي هو الاكثر احترافا في أوروبا، خصوصا في الدوري الانكليزي أمثال أحمد حجازي وعلي جبر واحمد المحمدي ومحمد النني ورمضان صبحي، ولديهم مدرب محنك وخبير في البطولات الكبيرة، ومثلما حقق صلاح حلم الملايين في التصفيات بتأهيل مصر الى النهائيات للمرة الاولى منذ 1990، فانه قادر على المستحيل في المونديال الروسي على غرار مارادونا في المونديال المكسيكي، او على الاقل دعونا نحلم ونأمل بذلك.
twitter: @khaldounElcheik
خلدون الشيخ
COMMENTS