نيويورك (الأمم المتحدة) ـ «القدس العربي»: على هامش الدورة الثانية والستين للجنة وضع المرأة، وبالتعاون مع إدارة شؤون الإعلام في الأمم المت...
نيويورك (الأمم المتحدة) ـ «القدس العربي»: على هامش الدورة الثانية والستين للجنة وضع المرأة، وبالتعاون مع إدارة شؤون الإعلام في الأمم المتحدة، افتتح في المقر الدائم في نيويورك يوم 14 آذار/مارس الحالي معرض فني لفنانتين عربيتين، هنا وهبي من مصر وحنان مكناسي من تونس. وتبنت دعوة الفنانتين «الجمعية الأمريكية للنساء العربيات والافريقيات» التي ترأسها الدكتورة نعيمة نور الرمادي، الطبيبة التونسية المقيمة في مدينة نيويورك والتي استطاعت بفضل نشاطاتها تمكين المرأة أن تحصل على عضوية «المجلس الاقتصادي والاجتماعي» التابع للأمم المتحدة.
كان شعار الدورة «تمكين المرأة الريفية». ولذا اختارت الفنانتان أن تتضمن رسوماتهما لوحات للمرأة الريفية في مصر وتونس لتتناسب مع المحور الأساسي للمؤتمر هذا العام.
وشاركت «القدس العربي» في حفل الافتتاح والتقت بالفنانتين وطلبت من كل واحدة منهما أن تعرف بنفسها وأن تقدم لمحة عن فنها بشكل عام وعن اللوحات المعروضة بشكل خاص.
هنا وهبي
جئت إلى الولايات المتحدة طالبة وتابعت دراساتي إلى أن أكملت رسالة الدكتوراه في التربية وأدرس في كلية كوينز في نيويورك كما أدرس اللغة العربية في جامعة هوفسترا في لونغ آيلند. وكما هو واضح من لوحاتي فأنا متأثرة بالتربية والتعليم واعتبر أن المرأة لا يمكن أن تتحرر إلا عن طريق العلم والتعلم. لوحاتي تعكس ثلاثة مواضيع أساسية، أولا التعليم وثانيا الثقافة المصرية وبالتحديد المرأة الريفية التي تناضل وتكافح من أجل حياة حرة وكريمة وثالثا الطبيعة وجمالها وتنوعها من طيور وأزهار ومياه جارية. لقد تعمدت أن أرسم لوحاتي على ورق البردي حيث ابتكرت طريقة معقدة للرسم على البردي، الذي هو أحد رموز مصر القديمة والأصيلة.
كل لوحة من لوحاتي فيها رمز، فالتعليم للمرأة هو مثل هذه اللوحة التي فيها طائران واحد حر طليق والآخر محبوس في قفص. العلم هو الذي يطلق جناحي الطائر ليخترق الفضاء بينما الجهل أو التعليم التقليدي المحنط القائم على التلقين والتحفيظ هو الذي يضع صاحبه في قفص وخلف جدران. أنا مع التعليم البنائي الذي يحول الطالب إلى مشارك في العملية كناقد ومفكر ومحلل ومبدع وباحث.
كما عكست في لوحاتي المتعلقة بالثقافة المصرية دور المرأة الريفية ببساطتها ومشاركتها في الحياة اليومية مع زوجها أو أهلها. فالريفية تكد وتعمل ولا تهدأ سواء وهي تنقل الماء أو تشارك في زراعة الأرض أو تربية الأطفال.
حنان مكناسي
أنا من جزيرة جربة جنوب تونس من أصول أندلسية. أنا فنانة عصامية التكوين، قدمت عروضا في تونس وهذه هي المرة الثالثة التي أعرض فيها في الأمم المتحدة، وقد حصلت على الجائزة الأولى من بين مئة فنان وفنانة في معرض أوليفيه في فرنسا. أقمت معارض في دبي وسلطنة عمان ومن نيويورك سأتوجه إلى ألمانيا لإقامة معرض هناك. المرأة تتكرر كثيرا في لوحاتي وهي تمثل تحدي القيود والتمرد على الواقع وأنا فخورة بنساء بلادي.
في هذه المرة، وانسجاما مع موضوع مؤتمر المرأة الثاني والستين، ركزت في لوحاتي المنتقاة على المرأة الريفية. والسياق العام لها هو التفاؤل رغم المعاناة والحياة الصعبة. سعيت لاكتشاف معاناة المرأة الريفية في أماكنها وقد استعملت تقنية تدعى «تلقائية الحركة» التي تراها في تفاصيل اللوحة والتي تلتقط لحظة ما من حياة المرأة الريفية تعبر عنها سمات وجهها وملابسها والإطار المكاني. أحاول التقاط عالم المرأة الريفية اللامتناهي فأمزج الضوء بالظلمة لأعبر عن البعدين المكاني والزماني في بيئتها الطبيعية.
الشيء المشترك في هذه اللوحات والتي في معظمها عبارة عن وجوه لنساء ريفيات من مختلف مناطق تونس، معاناة المرأة التي تعيش يوما طويلا من العمل المتواصل. أحاول أن أظهر معاناتها لسببين أولا لتأكيد الظلم والكد والتعب الذي تعيشه وثانيا للعمل على تمكينها وتكوين جمهور متعاطف مع معاناتها.
أحاول أن أمثل بلادي في كل ما أرسم والبحر والأسواق القديمة والوجوه التونسية وخاصة من النساء تتكرر في لوحاتي. فالبحر يمثل الأمل والكنوز الدفينة ولكنه أيضا يتطلب الحذر والتعامل معه برفق ويجب معرفة التيار البحري وأين يتجه لترافقه بدل أن تعاكسه. اللون الأصفر في لوحاتي سببه البحث الدائم عن الضوء والإضاءة تعطينا الدافع للتقدم والمعرفة والانطلاق. الضوء هو الحياة وبدونه لا تستقيم الأمور. حتى وأنا أرسم الأسواق والمدينة العتيقة تجد الضوء يتسلل إلى اللوحة من النافذة أو السقوف المفتوحة أو من أشعة الشمس ليبقى التواصل بين ضيق السوق والفضاء الواسع عبر الضوء.
عبد الحميد صيام
COMMENTS