تعز ـ «القدس العربي» ـ خالد الحمادي: يختتم اليوم الأحد العام الثالث لانطلاق العمليات العسكرية لعاصفة الحزم في اليمن التابعة لقوات التحالف...
تعز ـ «القدس العربي» ـ خالد الحمادي: يختتم اليوم الأحد العام الثالث لانطلاق العمليات العسكرية لعاصفة الحزم في اليمن التابعة لقوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، والتي انطلقت بغرض دعم الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي، ودحر الانقلابيين الحوثيين.
وكشفت ثلاث سنوات من الحرب، (سوأة) قوات التحالف، «بعدم تحقيقها للهدف المعلن لها، فلا هي استطاعت دحر الانقلابيين الحوثيين ولا هي استطاعت إعادة الرئيس هادي إلى ممارسة سلطاته من داخل اليمن»، على حد تعبير أحد السياسيين اليمنيين.
واختتمت الثلاث سنوات بالتعبير العلني لمسؤولين حكوميين يمنيين عن استيائهم الشديد من ممارسات قوات التحالف في اليمن، والتي وصلت حد اتهام قوات التحالف بعدم الجدية في العمل لإعادة الشرعية إلى اليمن واتهامها بتكريس العمليات العسكرية لأجل خدمة أجندات خاصة ببعض دول التحالف وبالذات دولة الإمارات التي باتت تمارس (نظام الوصاية) أو سلطات الحاكم العسكري في المناطق التي تقع تحت سلطات الحكومة الشرعية في الجنوب.
وبلغ الوضع حد قيام الحكومة الشرعية بتقديم شكوى مكونة من 12 صفحة إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بممارسات قوات دول التحالف في اليمن، وبالذات دولة الإمارات في المحافظات الجنوبية، والتي اتهمتها بإنشاء وتمويل قوات غير نظامية تعمل ضد الحكومة الشرعية، وتطالب بانفصال الجنوب.
وقالت الشكوى ان «الحكومة اليمنية وجهت خطابا رسميا لدول التحالف للعمل على ضم هذه القوات المختلفة تحت إطار المؤسسة الأمنية والعسكرية الرسمية وإخضاعها لتوجيهات العمليات وزارتي الدفاع والداخلية بما في ذلك ضم كافة العتاد والسلاح والمرتبات إلى الحكومة الشرعية ومؤسساتها».
وشددت على ضرورة «تسليم كافة أماكن الاعتقال والسجون السرية التي تم انشاؤها خارج إطار الدولة إلى وزارة الداخلية وتسليم كافة ملفات المسجونين وتشكيل لجنة من النيابة العامة والقضاء للفصل والبت في كافة القضايا». وكشفت الشكوى الحكومية اليمنية بدول التحالف بأنه «ما لم تعد تلك القوات للانضواء تحت قيادة وسيطرة المؤسسات الرسمية مباشرة… فإنها لن تكفل تماسك الدولة بل ستزيد اليمن تمزقا وستبقى كما هي الآن».
وجاءت هذه الشكوى أيضا بعد استقالة كل من نائب رئيس الوزراء وزير الخدمة المدنية عبدالعزيز جباري وكذا وزير الدولة، صلاح الصيادي، وهو المقرب من الرئيس هادي، وذلك احتجاجا على تصرفات قوات التحالف في اليمن، التي أصبحت تمارس دور الوصاية بكل تفاصيله وتهمش دور الحكومة الشرعية في كل المناطق التي تقع في إطار سلطاتها.
وضاعف من انحسار تحقيق أي هدف لقوات التحالف في اليمن، الخسائر الإنسانية الباهضة، التي دفع ثمنها المدنيون اليمنيون خلال الثلاث سنوات من الحرب الدموية في البلاد، والتي فتحت شهية المنظمات الحقوقية الدولية لتوجيه الاتهامات المتكررة ضد قوات التحالف ودولها التي أوصلت اليمن إلى حالة انهيار شبه كامل في مختلف المجالات الإنسانية والخدماتية والمعيشية وغيرها.
وقالت منظمة «رايتس رادار» لحقوق الإنسان، الإقليمية، المهتمة بالشأن اليمني، في تقرير لها بمناسبة الذكرى الثالثة للحرب اليمنية تحت عنوان «اليمن: الحصار المميت» ان «ثلاث سنوات من الحرب اليمنية تسببت في حصار مميت للمدنيين وفي إحداث دمار واسع للحياة، أكثر من الدمار الذي أحدثه القصف بالسلاح».
وأوضحت ان «ثلاث سنوات من الحرب اليمنية خلّفت نحو 27000 قتيل من المدنيين والعسكريين في عموم المحافظات اليمنية، بينهم 15500 قتيل مدني على الأقل، بالإضافة إلى نحو 58000 جريح من المدنيين والعسكريين، بينهم 35000 جريح مدني على الأقل».
وأضافت ان هذه الحرب تسببت كذلك في إعاقة أكثر من 2980 شخصا بإعاقات متفاوتة، من المدنيين والعسكريين، بينهم 1377 مدنيا، أغلبهم تعرضوا لحوادث انفجار الألغام الأرضية التي زرعها مسلحو جماعة الحوثي في العديد من المحافظات والمناطق التي وصلوا اليها.
وأكدت أن عدد النازحين المدنيين في إطار المحافظات اليمنية بلغ أكثر من 3200000 شخص وبلغ عدد اللاجئين والمشردين خارج اليمن أكثر من 650000 والمخفيين قسريا أكثر من 750 شخصا، أغلبهم من السياسيين ونشطاء وصحافيين وعسكريين.
وكشف التقرير الحقوقي كذلك عن وجود آلاف المعتقلين في المحافظات الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي أو تحت سيطرة الحكومة والقوات الإماراتية في المحافظات الجنوبية، «اعتقلوا جراء الحصار السياسي الشديد خلال الثلاث السنوات الماضية، وقدرت المنظمة عدد الأشخاص الذين طالهم الاعتقال خلال الثلاث سنوات الماضية بنحو 18000 معتقل».
وأشار إلى تضرر أكثر من 26000 ألف منزل، بين تدمير كلي وجزئي، وتضرر أكثر من 6800 منشأة عامة وخاصة، متفاوتة الأضرار، في مختلف القطاعات، وقدّر خسائر البنية التحتية لوحدها بأكثر من 30 مليار دولار أمريكي، جراء الحرب الراهنة منذ 26 آذار/مارس 2015.
وحمّلت منظمة «رايتس رادار» مختلف أطراف النزاع المسلح في اليمن، مسؤولية الحصار المميت الذي تعرض له المدنيون في اليمن، وفي مقدمتهم المسلحون الحوثيين والتحالف العربي بقيادة السعودية.
وطالبت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية بالعمل الجاد والعاجل لوضع حد للحرب الراهنة وفك الحصار عن المدنيين في اليمن وحمايتهم حتى لا تطول المأساة وتتكرر الكوارث.
اليمن: في الذكرى الثالثة للحرب
COMMENTS